تعد قصة الارنب والسلحفاة أحد أشهر قصص
الأطفال في العالم على الإطلاق والتي عرفت بين الاطفال كقصة يرويها لهم اباؤهم و
أمهاتهم او كرسوم متحركة أو أناشيد. وتضرب القصة مثالا رائعا للصبر و التحمل
والمثابرة والإصرار للوصول للقمة وتحقيق النجاح رغم سخرية الاخرين وغرورهم
بأنفسهم.
تقول القصة أنه كان هناك أرنب يعيش في
الغابة، وكان متكبرا ومفتخرا بنفسه أمام أصدقائه من الحيوانات، وذات صباح خرج
الارنب من بيته فالتقى بسلحفاة فأخذ يضحك ويستهزئ بها قائلا " يبدو أنك لن
تصلي حتى حلول فصل الشتاء يالك من سلحفاة بطيئة عكسي فأنا أسرع حيوانات الغابة
نياهاهاههاهاها"، فردت عليها السلحفاة قائلة: "بل سأصل قبل ذلك بكثير
أيها الأرنب المغرور"، فقال الأرنب " إن كنت تظنين ذلك فما رأيك إذا أن
نتسابق ولتكن الصخرة الكبيرة نقطة الوصول ونرى من سيصل أولا ". وافقت السلحفاة على التحدي وأخذت تمشي وتجدّ في
سيرها، بينما انطلق الارنب مسرعا مخلفا وراءه أكواما من الغبار.
وبينما كان الأرنب يجري ويقفز مترنما وفرحا
بنفسه وجد أمامه حقلا من الجزر فتوقف وأخذ يتناول الجزر ثم بعد ذلك غط في نوم عميق
وهو يعتقد أن السلحفاة لا زالت بعيدة وأنها لن تصل إلى الحقل حتى غروب الشمس.
واصلت السلحفاة سيرها بجد فوصلت إلى الحقل
ورأت الأرنب نائما فاستغلت فرصة نومه وأسرعت الخطى حتى وصلت إلى الصخرة الكبيرة
وجلست تستريح منتظرة قدوم الأرنب.
استيقظ الأرنب من نومه بعد ذلك ثم أكمل
المسير وهو يغني معتقدا أن السلحفاة لا زالت خلفه، وما إن وصل إلى نقطة النهاية
حتى صدم من هول المفاجأة لم يصدق عينيته فأخذ يغمضهما ويفتحهما مرة أخرى حتى تحقق
من أنها السلحفاة بالفعل.
ندم الأرنب على سخريته من السلحفاة واعتذر
منها قائلا " يبدو أنني أخطأت في حقك حين ظننت أنك بطيئة وأنه لن يقدر أحد
على سباقي، ولكنك نجحت في الوصول قبلي لقد كنت مغرورا بسرعتي حتى ظننت انك لن
تسبقيني ففعلت أرجوك سامحيني" فسامحته السلحفاة وقبلت اعتذاره وأصبحا بعد ذلك
صديقين، ومنذ ذلك الحين لم يعد الأرنب مغرورا بسرعته.
تحمل هذه القصة في طياتها مغزى مفاده أنه
مهما كان الشخص متمكنا من شيء ما ومتقنا له فلابد له أن يتحلى بالتواضع وأن لا يتكبر
على الآخرين فالتواضع من سمات الأقوياء ومهما تكبر الانسان فدائما هناك من هو أكبر
منه.